إجلاء الآلاف من سكان حيفا وإعلان حالة الطوارئ في المدينة
نتنياهو يحمل مسؤولية الحرائق لـ«إرهاب مشعلي النار»
الجمعة 2016/11/25
المصدر : الانباء - عواصم ـ وكالات
ألسنة حرائق الغابات في إسرائيل توسعت واقتربت من المنازل في حيفا (أ.ب)
النيران تلتهم مساحات واسعة من الغابات في إسرائيل (أ.ف.پ)
طائرة إنقاذ إسرائيلية تحاول إخماد الحرائق (أ.ف.پ)
النيران تهدد المناطق السكنية (انترنت)
ازدادت حرائق الغابات اشتعالا في أنحاء إسرائيل والضفة الغربية امس، لليوم الثالث على التوالي، مخلفة اضرارا مادية جسيمة، بينما قال مسؤولون اسرائيليون في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن «هناك أدلة على وجود حرائق متعمدة».
وحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عن بعض الحرائق التي اندلعت على امتداد البلاد لما وصفه بـ«إرهاب مشعلي النار».
وتوعد نتنياهو، في مؤتمر صحافي، نقله راديو «صوت إسرائيل» عقب جلسة تقييمية للوضع في حيفا (التي شهدت اندلاع أكبر حريق بين عدة حرائق للغابات) من أسماهم «أولئك الذين يشعلون الحرائق» بـ«عقاب شديد»، موضحا أن 10 طائرات تستخدم لإخماد الحرائق ستصل إلى إسرائيل منتصف الليل.
وفي وقت لاحق، حذر نتانياهو من ان أي حريق متعمد سيتم التعامل معه «كعمل إرهابي»، وذلك تعليقا على الحرائق الكبيرة التي انتشرت في مناطق واسعة من البلاد، ووصلت إلى احياء في مدينة حيفا.
وقال نتانياهو للصحافيين في حيفا امام احد مواقع الحريق «تعمل كل القوى الفاعلة على مدار الساعة لإطفاء الحرائق وتقوم بجهد كبير في 15 موقعا في البلاد».
وأضاف «ان كل حريق متعمد او أي تحريض على الحرق هو إرهاب وسيتم التعامل معه كعمل إرهابي، ويعاقب الفاعل على ذلك كإرهابي».
ولم يقل نتانياهو ان الحرائق تمت بفعل فاعل، الا انه قال ان حكومته «وجدت تشجيعا على الحرائق عبر صفحات التواصل الاجتماعي».
وقال يونا ياهف رئيس بلدية مدينة حيفا «ان البلدية اجلت 60 ألف مواطن من منازلهم وأماكن عملهم في حيفا»، بعد ان وصلت حرائق الاحراج المجاورة إلى اطراف المدينة.
ويبلغ عدد سكان حيفا نحو 250 ألف نسمة.
وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان «ان العديد من الحرائق تم بشكل متعمد، انه حرق إرهابي».
وأضاف «تم إلقاء القبض على عدد قليل من الأشخاص في هذه المرحلة. وسنصل إلى مشعلي الحرائق، وأيضا الى مساندي الحرائق على الانترنت».
وأوضح المسؤول الإسرائيلي «وصلنا عرض للمساعدة من السلطة الفلسطينية، وسوف ندرسه، نحن نحتاج حاليا لطائرات وامامنا بضعة ايام لإطفاء الحرائق».
ومضى يقول «جهودنا موجهة لإنقاذ حياة الناس وليس للتحقيق، ان سلطات الإطفاء قالت ان 50% من الحرائق متعمد».
من جهته نفى ايمن عودة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي ورئيس القائمة المشتركة وابن مدينة حيفا ان تكون هناك أي علاقة للسكان العرب بالحرائق.
وقال عودة في بيان بعد ان تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات اسرائيليين للعرب بالوقوف وراء هذه الحرائق «هناك تحريض ضد الجماهير العربية ويجب لجمه فورا».
وقالت الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي «لقد اعرب الآلاف من العائلات والأفراد العرب عن استعدادهم لاستقبال العائلات المتضررة من الحريق».
ودانت الجبهة «الأصوات النشاز التي تتهم العرب بتعمد اعمال الحرائق في مدينتنا الجميلة، ونحن في حيفا نخمد ألسنة اللهب والتحريض وندعو الجميع الى التحلي بروح المسؤولية والعمل على تخطي هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة، والتمسك بقيم الحياة المشتركة ونبذ العنصرية والتحريض».
واستقبلت بلدة ابوغوش العربية شمال القدس الغربية داخل اسرائيل عددا من سكان بلدة نتاف الاسرائيلية التي تم اجلاء سكانها بسبب الحريق، وقدم لهم اهلها المأوى والطعام، بحسب رئيس مجلسها المحلي.
واكد مكتب نتانياهو وصول ثلاث طائرات يونانية وطائرة قبرصية وطائرة تركية على ان تصل لاحقا طائرتان كرواتيتان، وطائرتان إيطاليتان وطائرتان روسيتان.
وأجبرت الحرائق الحكومة الاسرائيلية على إجلاء آلاف المستوطنين من بيوتهم في عدد من احياء حيفا، وتم اعلان حالة طوارئ في المدينة.
واوضح المتحدث باسم مطار حيفا أنه تم إغلاق المطار والمجال الجوي للسماح لطيران الاطفاء بإتمام عملياته.
وقال الناطق باسم دائرة الاطفاء كايد ضاهر «تم اعلان حالة الطوارئ في مدينة حيفا، اي بمعنى يفضل عدم التوجه اليها»، وطلب من آلاف السكان إخلاء مساكنهم.
وقال ضاهر انه تم اخلاء ثلاثة احياء، مشيرا الى ان «حريق عند محطة توليد الكهرباء تمت السيطرة عليه».
واكد ان عشرات الحرائق اندلعت بالقرب من ام الفحم وفي منطقة الكعبية بالقرب من الناصرة.
وشددت الناطقة باسم بلدية حيفا «نحن في حالة تأهب»، قال مسؤول في بلدية المدينة انه تم إجلاء 10 آلاف شخص، مشيرا الى ان العدد قد يصل الى 90 الفا من اصل 280 ألفا.
وأدت الحرائق الى اصابة نحو 66 شخصا بجروح طفيفة جراء استنشاق الدخان، حسبما اعلن مستشفى رمبام في حيفا.
وقال رئيس خدمات الطوارئ لمنطقة جبال الكرمل نفتالي روتنبرغ ان «الحريق خارج عن السيطرة وينتشر بسرعة من بيت الى بيت».
واضاف «نتحرك من بيت لآخر لإخراج المسنين من منازلهم، وتم اخلاء دور الحضانة»، وتابع ان «النيران تتقدم بسرعة 20 الى 30 مترا كل عدة دقائق».
وقال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية لوكالة «فرانس برس»: «يجري العمل والتنسيق مع الطائرات والشرطة ورجال الاطفاء الذين يعملون على مساعدة الناس بالسرعة الممكنة».
في السياق، قامت دائرة مصلحة السجون الاسرائيلية بإخلاء سجني الدامون والكرمل اللذين يضمان 600 سجين و150 موظفا وحراس السجن.
وقال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان ان من تسبب في الحرائق فعل هذا إما لاسباب مرتبطة بالنزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني، وإما على يد أشخاص مهووسين بإشعال حرائق لا يعودون قادرين على السيطرة عليها.
واشارت الناطقة باسم الشرطة لوبا السمري ان الطائرات تقوم بإخماد الحرائق في منطقة باب الواد على مداخل مدينة القدس، وان الحريق تجدد بجوار مستوطنة طلمون شمال غرب مدينة رام الله وتم اجلاء السكان.
واستعرت الحرائق قرب حدود حيفا، ثالث أكبر مدن إسرائيل، واعلنت الشرطة الاسرائيلية انها قامت امس بإجلاء مئات المواطنين من بيوتهم في عدد من احياء المدينة بسبب اندلاع حرائق وصفها جهاز خدمات الطوارئ بأنها خارج السيطرة وتنتشر بسرعة، كما تم اخلاء جامعة حيفا من جميع طلابها مع اقتراب النيران تجاهها.
كذلك تم اجلاء اسرائيليين من مستوطنة طلمون شمال غربي مدينة رام الله.
وتضافر عدم هطول أمطار مع الطقس شديد الجفاف ورياح شرقية عاتية في اتساع رقعة الحرائق في أنحاء وسط إسرائيل وشمالها ومناطق من الضفة الغربية، وتسببت الحرائق في تدمير أو إتلاف عشرات المنازل دون وقوع وفيات أو إصابات خطيرة.
وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان لراديو الجيش الإسرائيلي «نحو 50% من الحرائق متعمدة فيما يبدو»، بينما استبعد وزير التعليم نفتالي بينيت أن يكون يهود وراء إشعال هذه الحرائق.
من جهته، قال رئيس دائرة التحقيق في سلطة الانقاذ والاطفاء الإسرائيلية ران شالف ان ما بين 60 إلى 70% من حالات الحريق كانت متعمدة، فيما تعود النسبة المتبقية إلى الإهمال.
وغرد بينيت زعيم حزب البيت اليهودي المؤيد للمستوطنين على تويتر بأن مشعلي الحرائق خونة للدولة، وأشار إلى أنهم لا يمكن أن يكونوا يهودا.
وقال المتحدث باسم شرطة الاحتلال ميكي روزنفيلد ان المحققين لم يتمكنوا بعد من تحديد ما إذا كان أي من عشرات الحرائق التي تم الإبلاغ عنها في مختلف أنحاء البلاد قد أشعل عمدا، لكنه ذكر أن أربعة أشخاص (من عرب 48) اعتقلوا اول من امس في القدس بعد إشعال نار في العراء غير مكترثين بالعواقب.
وقال روزنفيلد ان إسرائيل طلبت دعما جويا لإطفاء الحرائق من كرواتيا وقبرص واليونان وإيطاليا وروسيا.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي مع نظيريه اليوناني والكرواتي طلبا للمساعدة.
وذكر مكتب نتنياهو أن تركيا أرسلت طائرة إلى إسرائيل ليصل عدد الطائرات الأجنبية التي تساعد في مكافحة النيران إلى 10.
ومع توسع الحرائق تم اغلاق الطريق السريع الذي يربط بين القدس وتل أبيب ويمر بالضفة الغربية أمام حركة المرور، وذلك مع بلوغ النيران مدينة موديعين التي تقع في نصف الطريق تقريبا بين أكبر تجمعين سكنيين في إسرائيل.
وكان 42 شخصا قتلوا في حرائق غابات كبيرة استمرت عدة أيام بشمال إسرائيل عام 2010 في أحوال طقس مشابهة.
وتوقع خبراء أرصاد محليون استمرار الجفاف الشديد ـ إذ لم تهطل أي أمطار على أجزاء من إسرائيل منذ أشهر ـ والرياح القوية لعدة أيام واستبعدوا سقوط أي أمطار موسمية.