اليمنيون يدينون قتل القاعدة العشوائي لمن تتهمم بـ’التجسس اعتبر عدد من العلماء اليمنيين والخبراء بشؤون الجماعات الإرهابية أن تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في محاربة تنظيم القاعدة والإرهاب والتطرف هو أمر بغاية الأهمية، مستنكرين بقوة تهجم القاعدة على هؤلاء والذين تتهمهم بأنهم "يتجسسون" لصالح الحكومة اليمنية.مقالات ذات صلة
العفو الدولية: انتهاكات القاعدة في أبين كارثة إنسانية‘إدانة واسعة لقيام تنظيم القاعدة بذبح ثلاثة أشخاص في اليمنتنفيذ القاعدة لعقوبة الإعدام في اليمن "غير قانوني"وقال الدكتور سعيد عبيد الجمحي ، الباحث في شؤون تنظيم القاعدة، للشرفة إنه "لا يحق لأي جماعة أو فرد أو فئة أو قبيلة تنفيذ الإعدام بحق أحد لأن ذلك هو مسؤولية القضاء التابع للدولة، وإلا تتحول الحياة إلى غابة وإلى فوضى".
وندد الجمحي بالتقارير التي تحدثت عن إقدام القاعدة على إعدام أشخاص بتهمة التجسس عليها لصالح الحكومة، وقال "أولا ندين أي عمليات قتل بالمطلق، كما إننا ندين ما أقدم عليه تنظيم القاعدة من قتل لهؤلاء الأشخاص الذين كانوا قد أصبحوا جزءا من المعركة ضد تنظيم القاعدة، فساهموا في الكشف عن عناصر القاعدة أو قتلهم".
وكان تنظيم أنصار الشريعة ذراع القاعدة في اليمن، قد بث في نيسان/أبريل الماضي شريط فيديو تضمن اعترافا لشخص وصفه بـ"الجاسوس" واسمه حفظ الله الكليبي، والذي لم يُعرف عنه شيء منذ ذلك الحين.
وفي هذا الشريط قال الكليبي إنه وضع بمساعدة ابنه البالغ ثمانية سنوات، شريحة إلكترونية سهلت عملية اغتيال القيادي في التنظيم عدنان القاضي في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وفق ما ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تشرين الأول/أكتوبر.
وفي شباط/فبراير 2012، قام التنظيم بإعدام ثلاثة أشخاص في جعار بمحافظة أبين، وفي عزان بمحافظة شبوة، اتهمهم بـ"التجسس" لحساب أجهزة استخباراتية محلية وإقليمية ودولية. كذلك في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2012، قطع عناصر القاعدة في محافظة مأرب رؤوس ثلاثة أشخاص آخرين بتهمة التجسس لصالح الحكومة اليمنية. التعاون مع القوات الأمنية واجب وطني
وأكد الجمحي أن "التعاون مطلوب مع الأجهزة الأمنية ضد تنظيم القاعدة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار، وهو واجب إنساني ووطني وديني".
من جانبه، قال الشيخ جبري ابراهيم، مدير عام الإرشاد في وزارة الأوقاف والإرشاد، إن مخططات تنظيم القاعدة تستهدف الأطفال والنساء والأبرياء من المدنيين.
وأضاف ابراهيم في حديث للشرفة "إن العنف والشدة لم يأمر به الإسلام [...] فالإسلام هو دين سلام ومحبة والإرهاب لا مكان له في الدين لأن الراحمين يرحمهم الله ومن لا يَرحم لا يُرحم".
وأكد على أهمية تعاون جميع أفراد المجتمع في كشف مخططات الإرهاب وكشف عناصره، وأضاف أن "هؤلاء الأشخاص ليسوا خونة أو جواسيس".
وقال "من الواجب التعاون مع الأجهزة الأمنية ضد من يقومون بتهديد الأمن والاستقرار، ونحن ندين تنظيم القاعدة لتنفيذه عقوبات الإعدام بحق من يعتبرهم جواسيس لأنه يرمي بالتهم جزافا"، مضيفا أن "[فقط الرئيس] هو من يحق له إقرار عقوبة الإعدام ولا يجوز لأي جماعة أو فئة القيام بذلك".
بدوره، شدد محمد الغابري، الباحث في شؤون الجماعات الاسلامية، على ضرورة تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية اليمنية ضد تنظيم القاعدة وضد الإرهاب والتطرف.
وقال للشرفة "إن التعاون مع الأجهزة الأمنية ضد تنظيم القاعدة هو سلوك إيجابي ومشروع لأنه يحد من خطورة التنظيم ومن تنفيذه لأعماله التخريبية والإرهابية التي تستهدف الأبرياء والمدنيين والأطفال وتمارس القتل العشوائي بالظن أو بمجرد الاشتباه".
ولفت الغابري إلى أن الأعمال التي يقوم بها تنظيم القاعدة هي أفعال غير مشروعة، وبالتالي فإن التجسس عليه والتعاون مع الأجهزة الأمنية ضده يندرج تحت الأعمال الوقائية منه لصالح الدولة والمجتمع.
ودعا الأجهزة الأمنية إلى تكثيف جهودها في بناء الثقة بينها وبين المجتمع اليمني لكي تتظافر الجهود في البناء ومنع تنفيذ العمليات التخريبية من قبل تنظيم القاعدة أو غيرها من الجماعات.المصدر